محمد محمود الجوهرى

دكتور محمد محمود الجوهرى


جامعى متخصص فى هذا العلم. يعد من أكبر معاهد الفولكلور فى العالم (جامعة بون بألمانيا)، وكان ذلك عام 1966
ولما عاد إلى الوطن أسهم بنفسه ومن خلال التعاون مع زملائه وتلاميذه فى محاولة دفع الحركة العلمية للفولكلور المصرى، مع التشديد على صفة "العلمية" ، لأن ذلك الاتجاه كان ينطوى بطبيعة الحال على الابتعاد عن الميكروفونات وشاشات التلفزيون، فمجال العمل الإعلامى الجماهيرى فى الفولكلور كان وما يزال مفتوحا على مصراعيه لمن ينحو منحى التبسيط أو المتاجرة أحيانا. ولكن الدراسة الحقة لتراثنا الشعبى كانت تقتضى ممن يتصدى لها جهدا دؤوبا متصلا، متعاونا مع كل من لديه كفاءة وجلد لترسيخ الفهم العلمى المنضبط لهذا الميدان من ميادين الدراسة.
ورأى الجوهرى أن ذلك يمكن أن يتحقق أولا من خلال توفير الأدوات العلمية اللازمة للباحث الجاد ، فبدأ بنشر كتاب موسوعى عن علم الفولكلور، صدر منه مجلدان فى ألفى صفحة. كما عمل مع زملاء له فى وضع ونشر دليل الدراسة العلمية للتراث الشعبى المصرى، وأصدر منه حتى الآن ستة مجلدات ، صدرت الطبعة الأولى لأولها فى عام 1969م، ويتوالى صدور المجلدات الأخرى ليكتمل نشر عدد عشرة أدلة فى عام 2006 بإذن الله . وهذه الأدلة هى المعين الأول لكل من يريد أن يتصدى لجمع وتسجيل وتدوين عناصر التراث الشعبى المصرى. وهى تتخذ شكل أسئلة تفصيلية تسأل عن كل عنصر من عناصر التراث. ويختص كل مجلد بميدان من ميادين التراث فتجد: مجلدين عن المعتقدات والمعارف الشعبية، ومجلدا عن العادات والتقاليد الشعبية الخاصة بدورة الحياة، ومجلدا عن عادات الطعام وآداب المائدة، ومجلدا عن أدوات العمل الزراعى وعناصر الثقافة المادية، ومجلدا عن الموسيقى الشعبية ، ومجلدا عن الأزياء والحلى الشعبية،...إلخ. وتحمل الأسئلة الواردة في الدليل ترقيما موحدا مسلسلا، لكى تسهِّل فيما بعد عمليات تصنيف وحفظ المادة العلمية المجموعة.
والمفروض فى حركة علمية لدراسة الفولكلور المصرى، أن تسترشد بالنظريات الحديثة لعلم الفولكلور، وقد ترجم محمد الجوهرى مع زميله حسن الشامى أحدث كتاب صدر عنها، بحيث صدرت الطبعتان العربية والإنجليزية فى أمريكا ومصر فى وقت واحد. وتنهل بعد ذلك مثل هذه الحركة من المناهج والمفاهيم والأدوات ، وتستخدم الدليل المشار إليه ، لكى تتولد فى النهاية حصيلة من المادة العلمية التى لا تجمع عشوائيا من أى أفراد أو مجتمعات ، ولكنها تجمع وفق خطة علمية منظمة من أماكن بعينها يتم اختيارها بكل عناية من على خريطة مصر. فيكون الهدف النهائى لعملية الجمع العلمى المنظم لعناصر التراث الشعبى هو إنشاء أطلس مصرى للفولكلور ، على غرار الأطالس القومية للفولكلور فى ألمانيا والنمسا وسويسرا وروسيا وفرنسا... إلخ وكذلك بالتعاون والتنسيق مع أطلس الفولكلور الدولى.
لهذا بدأ محمد الجوهرى وفريق ضخم من الباحثين العمل فى إنشاء أطلس مصرى للفولكلور منذ بداية السبعينات. وكانت البداية فى أحضان المركز القومى لبحوث الاجتماعية والجنائية. وبعد أن اتسع المشروع ونما ، تفضلت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتقديم تسهيلات مادية وبشرية سخية لاستمرار العمل فى الأطلس بمساعدة ودعم علمى وتنظيمى من المعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون . ومثل هذا الأطلس ليس عملا يكتمل وينتهى، ولكنه إطار مستمر دائم للعمل المنظم فى جمع عناصر التراث ودراسته وإتاحته للباحثين إلى ما شاء الله.
وفى خط مواز كان الجوهرى يتابع العمل فى الأعمال الموسوعية التى تقدم العلم لكل من الجمهور المتخصص والجمهور العام، ومجموعات التراث، والأعمال الببليوجرافية (العامة منها والمشروحة).. إلخ على نحو ما يتضح من قائمة الإنتاج العلمى فيما بعد.
ووجدت المدرسة العلمية المصرية فى علم الفولكلور تتويجاً مشرفاً لها فى إنجاز عدد من البحوث الميدانية الأصيلة التى تناولت بعض عناصر التراث الشعبى المصرى والعربى (الروحية والمادية) بهدف الكشف عن آليات تجددها وتغيرها فى ظل المتغيرات الجديدة على الصعيدين المحلى والعالمى، وذلك استرشاداً بنظرية إعادة إنتاج التراث الشعبى التى طورها محمد الجوهرى، ونشر عنها أكثر من مرة. ويصدر بعد أسابيع قليلة المجلد الأول الذى يضم باكورة تلك الدراسات فى كتاب "التراث الشعبى فى عالم متغير.. دراسات وبحوث فى إعادة إنتاج التراث الشعبى". وبذلك يؤشر هذا الجهد لتجاوز دراسات الفولكلور المصرى طور الإعداد والتعبئة ومشكلات البدايات، ويبلغ مرحلة التنظير والإبداع المستند إلى بحوث واقعية ميدانية على المجتمعات العربية.
فى تلك المواقع الجامعية ، ولكنه لم يكتف بذلك ، وإنما أسهم بدور رئيسى فى إنشاء واستحداث كليات ومعاهد عالية جديدة ، نذكر من بينها :-
        كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة القاهرة ، فرع الفيوم ، 1984م.
      كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة القاهرة ، فرع الفيوم، 1987م.
      كلية الهندسة ، فرع الفيوم ، 1987م .
       المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها ، 1992م.
       المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، جامعة أكتوبر فى مدينة 6 أكتوبر، 1994م.
       كلية الصيدلة بجامعة حلوان ، 1994م .
       كلية الآداب بجامعة حلوان ، 1995م.
      كلية الحقوق بجامعة حلوان ، 1995م. 
       كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة حلوان ، 1995م.

 

جوائز الدولة الحاصل عليها